أخر الأخبارتحقيقات وملفاتمختارات

سيل وادي العريش خير علي سيناء لو تم استغلاله

اقتحمت السيول وادي العريش قادمة من وسط وجنوب سيناء، بعد موجة من الأمطار الغزيرة التي هطلت على سلاسل الجبال الواقعة في الثلث الجنوبي لشبه جزيرة سيناء الأسبوع الماضي.
وحسب مصادر صحفية، فإن السيل قد تجمع بالقرب من منطقة “بئر لحفن” جنوب مدينة العريش، ووصل مستوى المياه إلى ارتفاع قارب الـ 40سم، واتخذ السيل مساره في اتجاه الشمال حتى وصل إلى محطته الأخيرة ليصب في مياه البحر المتوسط.
وعلى الرغم من وجود سد في هذه المنطقة، هو سد الروافعة، الذي يحتجز خلفه ما يقرب من خمسة ملايين متر مكعب من مياه السيل، إلا أن هناك كمية ضخمة من المياه تجد طريقها إلى البحر المتوسط.
وقد تعالت العديد من الأصوات بالكثير من الأفكار التي ترى في سيل وادي العريش كنزاً مهدراً، يمكن أن يحقق منافع لا حصر لها إذا ما أحسن استخدامه واستغلاله والسيطرة عليه بالشكل الأمثل.

دراسات من أجل الاستفادة من مياه سيل وادي العريش

ويرى بعض الخبراء إمكانية تخزين مياه سيل وادى العريش تحت الأرض وهي طريقة اعتاد عليها سكان الصحارى للتكيف مع الجفاف والاستفادة من مياه السيول لتعظيم الاستفادة من كل قطرة ماء من خلال زراعة محاصيل ذات طبيعة تتحمل الجفاف، وتحقيق هدف الاستخدام الكفؤ للمياه فى شتى المجالات، فقد كان سكان الصحراء يقومون ببناء الهرابات والسدود الاعتراضية لتخزين مياه السيول تحت الأرض والقيام بزارعة المحاصيل المطرية.
 ويمكن في الوقت الراهن الاستفادة من تراث أهل الصحراء، وتطوير هذه الأفكار لتحقيق أقصى كفاءة لمياه السيول فى حوض وادى العريش، ويأتي هذا التطوير مستنداً إلى التقنيات القائمة، واستخدام وسائل صديقة للبيئة وتتوافق مع الطبيعة، وهو اتجاه تبنته الأمم المتحدة فى شعار الطبيعة من أجل المياه.
ويرى بعض الأساتذة والخبراء أن هذه الفكرة قابلة للتطبيق بشدة بعد قيامهم بعملية مسح سطح وادي العريش، ودراسة شبكة التصريف للأحواض الفرعية التي يتكون منها وادي العريش، والتي يصل عددها إلى 6 أودية فرعية، أن أنسب مكان لإنشاء الخزانات التي تتجمع فيها المياه الجارية من الأحواض الجنوبية، هو المنطقة الواقعة بين “ضيقة أخرم”، و”ضيقة الحلال”، والتي تعمل على تخفيف سرعة جريان المياه في السيل قبل ملاقاته لسد الروافعة، حيث يمكن أن يعمل ذلك على التخفيف من شدة الفيضان، وتصفية المياه من الرواسب، تمهيداً لتخزينها في باطن الأرض.
ولا شك في أن هذه الفكرة تحقق الكثير من الأهداف، من أهمها زراعة المنطقة المحيطة وتعميرها، لاسيما المنطقة الواقعة بين جبل الحلال وجبل المغارة، والتي تبلغ مساحتها ما يقرب من 350 ألف فدان، والتي ستكون مستصلحة وقابلة للزراعة، ويمكن تنميتها باستخدام مخزون المياه في باطن الأرض، ومن ناحية أخرى، فإنه يحمي مدينة العريش من مخاطر السيل المفاجئة مثلما حدث في سيل عام 2010، والذي تسبب في خسائر مادية وخسائر فادحة في الأرواح.

ضرورة إعادة النظر في مصادر المياه وكيفية الاستفادة منها

قد يكون من المقبول في الماضي النظر لسيول العريش كأحد الظواهر الطبيعية التي يجب الاحتراس من أخطارها، وتأمين زوار تلك المنطقة السياحية الهامة من عواقب الأخطار التي يمكن يتعرضوا لها بإقامة المزيد من السدود والمخرات، وتأمين طرق للمرور. أما الآن في ظل العطش المائي الذي تتعرض له البلاد بسبب بناء سد النهضة الأثيوبي، وتعثر كافة المفاوضات للوصول إلى صيغة ووضع لا يضر بحصة مصر من المياه، فأصبح من المهم على الجانب الآخر إيجاد مصادر جديدة للمياه، والتعامل مع السيول والأمطار الغزيرة لا على أنها نقمة، بل نعمة لابد من العناية بها وحسن استغلالها بالمزيد من الأفكار المبتكرة، والحلول البناءة.


لو كنت صاحب هايبر ماركت أو سوبر ماركت أو ستور

ابعتلنا دلوقتي مجلة عروضك علشان ننشرها علي موقع الحدث السابع وتحقق نسبة عالية من المشاهدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى