المميز فى يونجن ان قطارات المترو المتجهة اليها تمنحك نوافذ شفافة لترى الجمال المتجسد فيما يحيط بها ..
حيث تصنع الجبال طوق أخضر فوق رأس يونجن يتخلله منازل يتصدرها رأس هرمى كأنك فى مدينة إيطالية قديمة.
جمال المنظر يفوق قدرتى التعبيرية .. لايمكن أن تجد مكان لايتخلله اللون الاخضر ..طبيعة كوريا الممطرة جعلت منها عروس بفستان أخضر لآيمكن أن يتبدل طيلة فصول السنة .حتى جعلت من الجبال العالية لوحات عظيمة القيمة تتمنى لو أقتنيتها فى منزلك .
الممتع فى الامر ..أنك لاتملٌ ابداً من هذه الطرق الطويلة ..على مسافة قصيرة من يونجن يوجد مدينة أخرى يُشيد بها استاد عظيم جداً شكله الخارجى يوحى بأنه معد لاستقبال بطولة لكأس العالم مثلا ..للوهلة خُيل إلى انه مدينة علمية كالتى نشاهدها فى افلام الخيال العلمى .
ينتهى الطريق باخر محطات المترو لسول ..وهى محطة ال Everland ... أعتقد ان الاسم ليس بغريب عليكم ..ربما سمعت يوماً بمدينة الملاهى الكبيرة التى تُصنف من أكبر عشر مدن ملاهى على العالم . ..مدينة الايفرلاند والتى تستحق أن تكون بهذا الاسم .
فى الطريق الى الايفرلاند ..يُخيل إليك انك دخلت فى احد أفلام عالم ديزنى الممتعة ربما اليس فى بلاد العجائب هى ماتخيلته للوهلة .
استجمع عقلى دريم لاند المصرية وقارنت للوهلة هذا العدد من الناس الذى تجذبه هذه الملاهى ومقدار الدخل لهذا البلد من مدينة ملاهى .. ماذا يحدث لو أمتلكنا مثلها !!
عدد من الناس من كل الجنسيات يقصدون هذه المدينة ..يمتلكون الصبر لساعات امام العابها الخطيرة جدا ..انا التى لآ أحُب الانتظار لمثل هذه الامور انتظرت لعبة طيلة ساعتين فى طابور يكتظ بالبشر .. تذكرت للوهلة لوكان هذا الطابور فى بلادنا ..لكانت نصف النساء بالصف متُحرش بهم او تم اغتصابهم بالفعل . من فرط الازدحام والتكدس عرفت شئ واحد فقط ..وهو أن هذه الشعوب تعرف احترام غيرها وتربت على اخلاق لا يملكون لها دين ولكنها بداخلهم .
العاملين بالمدينة مريحين جدا وخدومين ويتحدثون الانجليزية ... يوجهون الناس فى صفوف لمشاهدة العروض والغريب فى الامر ان الناس يلبون اوامر العاملين بهدوء جدا بدون التداخل فى شجارات او عنف او ارتفاع اصوات ... أن تجد الاف الاشخاص يجلسون فى اماكنهم فى انتظام امر يدعوك للتوقف لحظات .كيف تم تجميعهم بهذه الطريقة وبتلك السرعة .. امر مبٌهر حقاً .
من اسواء ماحدث لى بداخل هذا المكان هى تجربتى المريعة للعبة ال T_Express هذه اللعبة هى قطار سريع يتحرك على قوائم خشبية يرتفع ربما فوق 150 متر فوق سطح الارض ... حينما تصعد لاتملك إلا ان تستغفر وترسل برسالة صوتية قصيرة لامك تُخبرها انك تحبها فقط وترسل برسالة أخرى لحبيبك الذى لاتعلم أرضه ولكنك تخبره أحُبك وتمضى وكأنه الوداع .
حينما تنظر للاسفل تشعر أنك ميت لامحالة .. يتقلب بك هذا القطار على قوائم خشب مخيفة جداً .. ويسير بسرعة جنونية وكل ماتفكر بهِ متى سيجمعون أجزائى حينما اسقط .
جميل أن ترى الايفرلاند من السماء بارتفاع يساوى ارتفاع الجبل المقابل لك ولكن ليس جميل ابداُ ان تصطدم بجسدك فى مقعدك مئة مرة فتعود الى بيتك بذكريات فى جسدك لعلك تفكر الف مرة قبل ان تجرب الموت مرة ثانيةً .
من أجمل مارأيت بداخل هذه المدينة الجميلة ..التلفريك .. أنت ايضا معلق فى السماء ولكن هذه المرة تخاف قليلاً لانه ثابت الحركة بعكس ال T_Express المريع ...
لآيكفيك يوم واحد للتنقل بداخل هذه المدينة الكبيرة التى تُشبه السحر .. لاتشعر بالندم إطلاقا على زيارتها .. ولا تشعر بالندم على أنك ستقضى باقى الشهر معلناً إفلاسك ..أحياناً نحتاج المغامرة لنشعر اننا أحياء .................
بروتوكول نشر التعليقات من الحدث السابع