وقد بدأ ترامب بإشعال حربا تجارية مع القوة العظمى العالمية المواجهة له وهي الصين التي بات يحسب لها ألف حساب على الساحة الدولية، وقد استطاعت تخطي الكثير من الحواجز وإفساح المساحة الأكبر لتجارتها ومنتجاتها على مستوى العالم، مما حدا بالرئيس الأمريكي إلى اتخاذ العديد من القرارات الإقتصادية في مواجهة التمدد الصيني بأن رفع التعريفة الجمركية على الواردات الصينية للولايات المتحدة، مما أفقد الصين إحدى مزاياها العظمى في تدني الأسعار، وقلص صفقات الاستيراد بشكل كبير، وأثر بالتالي على التجارة بين البلدين.
أمريكا والاتحاد الأوروبي وباقي الدول الصديقة
لم يقتصر رفع التعريفة الجمركية على الصين وحدها، لكنه امتد ليشمل دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك أيضا، وكان لذلك أثر بالغ في التأثير على حركة التجارة الدولية، وعلى الأوضاع المالية والبورصات العالمية.تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على الوضع التجاري داخل أمريكا
لم تكن تتوقع الولايات المتحدة أن تكون ردة فعل قراراتها برفع التعريفة الجمركية على تجارتها مع الصين بهذه القوة على أوضاعها التجارية، حيث حدث تأثر كبير في مجالي الزراعة والصناعة، اضطر أمريكا إلى دفع تعويضات للمتضررين من هذه القرارات قدرت بعشرات المليارات، كما يتوقع الخبراء أنه في حال استمرت هذه الحرب التجارية بين الدولتين لعشر سنوات قادمة فمن المتوقع أن تصل خسائر الاقتصاد الأمريكي إلى حوالي تريليون دولار، كما يتوقع الخبراء أيضا انخفاض إجمالي الناتج المحلي بقيمة تتراوح بين 64، 91 مليار دولار.تأثير الحرب الصينية الأمريكية على السياسة المالية العالمية
على ما يبدو أن فلسفة الرئيس الأمريكي في التجارة تكمن في تحقيق الربح بغض النظر عما يلحقه من أذى بالآخرين، فعلى الرغم من الضرر الواقع على بلاده شخصيا، فإن معظم الدول لم تسلم من صعوبة تدفق رءوس الأموال، والركود العالمي الذي تسبب فيه رفع التعريفة الجمركية، وتضرر كثير من قطاعات الزراعة والصناعة والمال، إلا أنه مستمر في مخططه للنهاية.كيف بدأت الحرب التجارية بين القوتين العظميين؟
بدأت المشكلة بين القوتين الأعظم عندما أعلنت أمريكا تحت دعوى حماية الأمن القومي حيث منع المؤسسات الأمريكية من نقل التكنولوجيا إلى شركة هواوي وشركائها، وأعقبت ذلك بفرض ما قيمته 200 مليار دولار أمريكي كرسوم جمركية على منتجات صينية، وتجاهلت كل فرص التفاوض من أجل تحسين الأوضاع أو الوصول إلى اتفاق لحفظ حقوق الجميع، كما أعلنت عن نيتها في فرض المزيد من الرسوم على الواردات الصينية.رد فعل الصين في مواجهة التصعيد الأمريكي
لم يكن من الطبيعي أن تبقى الصين مكتوفة الأيدي أمام غطرسة الولايات المتحدة، وتصعيدها المستمر للخلاف دون الأخذ بالنصيحة لمعالجة المشكلات بروية، فكان أن أعلنت وزارة التجارة والصناعة حرص بلادها على أقصى معايير عوامل الجودة، والالتزام بالمعايير الدولية حفاظا على سمعة منتجاتها، وتنفيذا للقوانين الدولية، والقيام بالرقابة الصارمة على الصادرات، وفي المقابل هي لن تتهاون عن حفظ الحقوق الشرعية للشركات والصنوعات الصينية.وفي المقابل بدأت في زيادة الرسوم الجمركية على العديد الواردات الأمريكية، مما ترك أثرة السيء على التجارة في جنوب شرق القارة الأسيوية، مع نيتها في التصعيد بكل ما يمثله من أضرار عالمية حتى تتراجع أمريكا وتعود لطاولة المفاوضات من أجل الوصول لقرارات تمنح فرصا متساوية للجميع وتحقق الاستقرار المالي العالمي.
بروتوكول نشر التعليقات من الحدث السابع