التسميات [posts7]

إغلاق القائمة

ظهور مشروب القهوة في مصر

ظهور مشروب القهوة في مصر
    ظهور مشروب القهوة في مصر
    في زمن العثمانيين واواخر المماليك ظهر مشروب القهوة في مصر ، تحديدا في قسم (الطلبة المغتربين) من اليمن في الأزهر في العصور الوسطي ، كان الطلبة اليمنيين "خصوصا الصوفيين منهم" بيشربوا القهوة دي على انه مشروب روحاني بيساعدهم عالتركيز والصحيان والذكر والقراءة، يعني كان مشروب صوفي روحاني يعني، وواحدة واحدة انتشر المشروب الجديد ده بين طلبة الأزهر كلهم ، وخرج من دايرة الأزهر للعوام وانتشر في اول القرن ال١٦، وبقا مشروب دارج وسط الناس، لكن القهوة لما انتشرت اثارت الجدل، كونه مشروب اسود غريب وبيخلي الواحد صاحي ، فا ده اثار حواليه الشكوك جدا مابين الموافقين عليه والرافضين ليه، وكون القهوة مشروب يؤثر على العقل بالسلب او الايجاب، فكان المشروب غريب على الناس ورجال الدين تحديدا اللي اختلفوا في امر القهوة هل هي حلال ام حرام، رجال الدين والمتشددين جدا ساعتها عارضوا مشروب القهوة تماما، بل انهم رفضوه رفضا شديدا خصوصا في مكة والشام والقاهرة، وحرموه تحريما قاطعا، لدرجة وصلت لتكفير حاملها وساقيها وشاربها زي الخمرة، وبدأت الناس تتجنب القهوة شوية خوفا من الذنب.
    سنة ١٥٧٢م تحديدا كانت بداية المعمعة، شيخ من فقهاء المذهب الشافعي اسمه " أحمد بن عبد الحق السنباطي " عمل حملة عنيفة ضد المشروب الجديد اللي هوا القهوة ، وده بعد ما واحد راح ياخد فتوى منه بجواز القهوة او تحريمها ،
    والسؤال كان : "ما رأيك في المشروب الذي يدعى قهوة والذي يزعم بعضهم أنه مباح رغم ما ينجم عنه من نتائج وعواقب فاسدة؟"
    فالشيخ أحمد اتعصب وأفتى بتحريمها تماما وان تقام مقام الخمر ، فا كانت ردود الفعل عليه ما بين معارضين من العوام الاي ادمنوا شربها وبين مريدي الشيخ اللي حرموها معاه،
    في نفس السنة في النص سنة ١٥٧٢م طلع خطيب في صلاة الجمعة واللي كان من الموالين للفقيه احمد السنباطي ، وبدأ خطبته بالسب تحريم المشروب الجديد اللعين اللي اسمه القهوة، فالناس اتحمست وحصل زي هياج شعبي ضدها.
    بعدها انتشرت موجة من الخطب في تحريم القهوة اللي كان بقا ليها اماكن لشربها اللي هيا المقاهي، طلع بعدها خطيب يهاجم القهوة ويلعن شاربيها الساهرين ، الناس خلصت صلاة وهتفوا للشيخ وطلعوا في موجة شغب كسروا اكتر من مقهى وهما بيكبروا ، فاليوم ينصر الله دينه من فتنة القهوة، اه والله ..
    بعد كام شهر طلعت لجنة الفتاوى في القاهرة بقيادة الشيخ أحمد بن عبد الحق السنباطي اللي بالمناسبة كان هوا مفتي الديار المصرية ، خرج بفتوى جميلة ، ونص الفتوى هو : منع المنكرات والمسكرات والمحرمات، وغلق أبواب الحانات والخانات، ومنع استعمال القهوة والتجاهر بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها، وقانون الفتوى في الزمن ده زي قرار رئاسة الجمهورية كدة، وقامت الشرطة على تنفيذ الحكم بالقوة ، المؤرخ الجزيري بيقول : "كان العسس " الشرطة " على الفحص وبيوتها وباعتها شديدًا جدًّا، وضربوا وأشهروا وهدموا البيوت وكسروا أوانيها المحترمة الطاهرة التي هي مال لرجل مسلم..
    يعني انتشرت الشرطة واقتحمت البيوت اللي شكوا ان فيها قهوة ، كسروها وضربوا اصحابها وهانوهم وبهدلوهم، تجار البذور والبن و منتجي القهوة و البائعين قرروا بقا انه كفاية كدة، وبعتوا وفد للشيخ احمد السنباطي صاحب الفتوى بيطالبوه بالرجوع عن الفتوى وكفاية بقا، رد عالوفد وقالهم : ما دامت القهوة تؤثر في العقل ايجابا او سلبا فهي حرام ولا مجال للنقاش، والطلب مرفوض.
    بعد الرفض ده الدنيا حالها اتشقلب في القاهرة، مؤيدي الشيخ ومعاهم الشيخوط نفسه مسكوا في التجار و البائعين اللي رافضين القرار وعوروا بعض لانهم كانوا شايفين انهم تجار الحرام، بيتاجروا في القهوة يا جدع حرام، الناس اتلمت والخناقة وسعت بين رجال الدين والتجار والناس، كانت خناقة كبيرة جدا، وفضلت مستمرة لحد ما واحد من المتشددين قتل واحد من التجار ، فا الناس اتعصبت واتجننت ، فا خاف الشيخ على نفسه وهرب الشيخ أحمد صاحب الفتوى مع المتشددين من الخناقة ودخلوا مسجد في القاهرة يحتموا فيه من الناس اللي عايزة تنتقم لقتيلهم اللي مات غدر، التجار لحقوهم وحاصروا المسجد من كل حتة، وهما محاصرين المسجد جالهم خبر وفاة شاب تاني منهم وخبر تالت بيؤكد ان شاب كمان اتصاب وفي حاله خطره، بحد ما جتلهم الصدمة لما عرفوا ان المصاب كمان مات .
    دا زود من الغضب اللي التجار والناس كانوا فيه فا قرروا يفضلوا محاصرين المسجد لحد النهاية، الاهالي اشتركوا في الحصار عالشيخ واتباعه خصوصا اهل ال٣ شبان اللي ماتوا ، فضلوا محاصرين المسجد النهار كله مستنيينه يخرج، بالليل بقا الناس زادت، وشاركوا ماديا وجابوا بطاطين و عملوا صوان ذات اعمدة عشان البرد ، ونصبوا صوان تاني عشان ياخدوا العزا في الشبان اللي ماتوا في سبيل القهوة، ونكايه في مؤيدي الشيخ والفتوى التجار جابوا قهوة وعملوها من غير سكر عشان الحزن ، ونزلوها مشاريب في العزا مجانا، ودي كانت اول مرة تحصل فيها الحركة دي لما بقت متوارثة بعد كدة لحد النهاردة، استمر الحصار ٣ ايام زادت فيها حالة الفوضي و الشغب لحد ما الخبر وصل للسلطان العثماني وقتها مراد الثالث واللي بدوره عشان يهدي الموضوع طلع فرمان بعزل الشيخ أحمد السنباطي عن لجنة الفتاوى وتعيين واحد جديد، المفتي الجديد اللي وصاه السلطان انه يخلص الحوار ده، اول ما اتعين طلع فتوى بإن القهوة مش حرام ولا ممنوعة وعادي لو عايزين تتاجروا بيها وتشربوها، مش حرام يعني خلاص ، التجار اللي كانوا عاملين زي عصيان مدني كدة دول ما وصلهم الخبر ، فرحوا جدا والستات زغرطت واعتبروه نصر لشهداء القهوة، واعلنوه احتفال عام في مصر ، واعتبروا السلطان نصير الغلابة وقتها وانه خدلهم حقهم وانهم انتصروا عالسلطان نفسه، و من كتر فرحتهم بالقرار، سموا مشروب البن "قهوة تركي" و عملوا احتفال عم ارجاء البلاد، وفيه كان الغناء والطرب وفيه ساهم التجار بمكاييل من البن مجانا ، وعملوا قهاوي مسكرة "سرياقوسي" ووزعوها ببلاش على العامة احتفالا بيوم شهيد القهوة، ومن وقتها انتشرت المقاهي بمشروب القهوة التركي ، وكان اكثر شاربيها من الاعيان والمثقفين ،
    ودخلت القهوة السرياقوسي القاهرة كدليل على الفرحة ، ثم انتشرت في المحافظات وبعدها في كل ارجاء مصر والوطن العربي وتركيا، وبقت عادة من ساعتها القهوة السرياقوسي او الزيادة وقت الفرحة او المزاج العالي، المظبوط للتفكير والتأمل، السادة في العزاء والذكرى.
    فا وانتا بتشرب قهوتك في امان عادي وسط اصحابك وبتضحك وبتاع، متنساش ان القهوة دي قامت عليها ثورة واتحرمت ومات فداها ٣ شبان واتغير على اثرها مفتي الديار نفسه، ومكنش ابدا سهل على الناس ان القهوة تبقا مشروب دارج سهل المنال انما زهقت ارواح عشان انتا تستمتع بقهوتك الصباحية ومساء الأجازة ووقت القراءة.

    المصادر :

    اولا ، كتاب : عمدة الصفوة في حل القهوة لعبد القادر بن محمد الجزيري
    ثانيا سلامة مُوسى - حُريَّة الفكر - الهيئة المصرية العَامة للكِتَاب.
    هَديل غُنيم - التَّفسير القَهوجي للتَّاريخ - مجلة وجهات نظر - العدد 49.-
    ستيوارت لي الين - القَهوة القُوة المُحرِّكَة في التَّاريخ.
    ثالثا : الهَفْوَة فِي تَحْرِيم الشَّاي وَالقَهْوَة ، للباحث أحمد عبد الرحمن العرفج
    رابعا ، رواية الشعراني عن ظهور القهوة في مصر في ايام ابراهيم الدسوقي.
    خامسا ، القاهرة في الف عام لجمال الغيطاني،

    admin
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع الحدث السابع .

    الأخبار المتعلقة

    مشاركتك بالتعليق تعنى أنك قرأت بروتوكول نشر التعليقات على الحدث السابع، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا التعليق
    بروتوكول نشر التعليقات من الحدث السابع
    تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة ومصداقية الخبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.